salemalfiky

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
salemalfiky

الدعوه الى الاسلام


    كيف نوفق بين استواء رب العزة وبين انه تنزه عن المكان

    avatar
    سالم الفقي
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 411
    تاريخ التسجيل : 19/12/2009

    كيف نوفق بين استواء رب العزة وبين انه تنزه عن المكان Empty كيف نوفق بين استواء رب العزة وبين انه تنزه عن المكان

    مُساهمة  سالم الفقي الأربعاء فبراير 10, 2010 4:11 am

    كيف نوفق بين قول الله - سبحانه وتعالى - ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾[فصلت:11] وقوله - سبحانه وتعالى - ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾[الحديد: 4] وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( الحجر الأسود يمين الله في أرضه ) ؟

    أما الحديث فهو ضعيف، لكن الجمع بين قوله تعالى ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾ ولو يستشهد بقوله تعالى ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾[طـه:5] لكان أجمل وأبلغ وبين قوله تعالى ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ فالجمع يسير جدا .

    وأضرب لكم مثالاً؛ لأنه حين يستشكل فهم هذه الآيات يقع من يقع في قضية الحلول والاتحاد وفى قضية التجسيم قضية التشبيه، والله - تبارك وتعالى - ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، والله - تبارك وتعالى - أحد في ذاته وفى صفاته، وفى أفعاله لا ند له ولا كفوًا له ولا شبيه له، فالله - تبارك وتعالى - يقول ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ﴾ ويقول ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ ويقول ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾ فلا تعارض ألبتة فالله - جلّ جلاله - مستو على عرشه، استوى كما أخبر وعلى الوجه الذي أراد وبالمعنى الذي قال، استواء منزه على الحلول والانتقال فلا العرش يحمله ولا الكرسي يسنده بل العرش وحملته والكرسي وعظمته الكل محمول بقدرته مقهور بقبضته - تبارك وتعالى - .

    قال الله - عزّ وجلّ - ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ﴾[الزمر:69] وقبلها يقول الحق - تبارك وتعالى - ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾[الزمر:67] .

    وهو يقول - سبحانه وتعالى - أيضاً في الوقت ذاته ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ﴾[المجادلة:7] فليس معنى ذلك ألبتة أن نشبه الحق - تبارك وتعالى - أو أن نجسمه، أو أن نقول أن الله قد حل في كل مكان بذاته بل هو معنا أين ما كنا بعلمه بسمعه ببصره بإرادته بإحاطته - تبارك وتعالى - .

    وأضرب لكم مثالاً عقلياً لهؤلاء الذين يريدون أن يحتجوا علينا بالأدلة العقلية في هذه المسألة، وأقول قطعت المسافة من القاهرة إلى المنصورة مثلاً مع القمر، أو صحبت القمر في سفري أو كنت مع القمر في سفري .

    أنا أسأل وأقول القمر في أفق السماء في كبد السماء، وأنا أسير مع القمر هل سيري مع القمر يستلزم أن يترك القمر أفقه البعيد ومداره الأعلى ليسير معي ليلازمني ليصاحبني مصاحبة الملامسة والمماسة ؟ لا على الإطلاق، سرت مع القمر القمر في مكانه في أفقه الأعلى وأنا أسير وهو معي ولله المثل الأعلى، وهو معكم وهو مستوٍ على عرشه .

    كما قيل لإسحاق بن راهوية يا إسحاق كيف تزعمون أن الله - جلّ جلاله - يتنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ويضع عرشه، كيف يخلو منه عرشه ؟

    فقال له إسحاق اعلم بأننا نؤمن بإله يتنزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ولا يخلو منه عرشه.

    القضية أنك جسمت، القضية أنك شبهت، القضية أنك تصورت أن التنزل في حق رب العزة هكذا كعرض ينزل من أعلى إلى أدنى، حاشا لله تعالى الله عن ذلك، كل ما دار ببالك فالله بخلاف ذلك، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[الشورى: 11] .

    فنحن نؤمن بهذه الصفات من غير تحريف لا للفظ ولا للمعنى ومن غير تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .

    وأنا أضرب مثالاً عقلياً آخر لهؤلاء؛ لأنه يحلو لهم أن يستدلوا بالأدلة العقلية في هذا الموضوع المهم الجليل، قلت أن لا ينكر من العقلاء أن عالماً يسمى بعالم النمل يعيش بيننا، ولا ينكر أحد من العقلاء أن النمل يتكلم بل لقد أثبت القرآن كلام النمل وأنا لا أستدل لهم الآن بالقرآن لأنهم يقدمون العقل ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    لكن أحدهم يرى النمل يتخاطب بلغة واضحة وإن لم يسمعها، فهو يرى نملة تعجز عن حمل لقمة خبز كبيرة فتنطلق لتأتي ورائها بسرب من النمل ليحمل هذا السرب لقمة الخبز ويسير إلى حيث شاء ربنا وقدر .

    أنا أقول ما من عاقل إلا وهو يثبت للنمل لغة يتحدث بها النمل لكن هل طمع عاقل على وجه الأرض أن يأتي بمكبر صوت وأن يأتي بتسجيل ليضع المكبر ويضع التسجيل بين مجموعة من النمل ليسجل لغة النمل أو ليكبر لغة النمل ؟

    أقول لا، ما طمع عاقل أن يسجل كيف يتكلم النمل، قطعت الطمع أيها العاقل بسكين العقل في إدراك كيف يتكلم النمل ثم أنت لا تريد أن تقطع الطمع في إدراك كيف يتكلم خالق النمل .

    اقطع الطمع بسكين اليقين في إدراك كيفية الذات كيف يتحدث - جلّ جلاله - كيف يضحك كيف يعجب كيف ينزل كيف يغضب ؟

    كل ما درا ببالك فالله بخلاف ذلك بل يجب أن تؤمن بهذه الصفات على مراد الله - تبارك وتعالى - وفرق بين ذلك وبين التفويض، فنحن لا نفوض كما فوض المفوضة إنما نثبت أسماء لله - جلّ جلاله - كما أثبت لذاته من الأسماء الحسنى والصفات العلى، لكن على مراد الله وعلى مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنؤمن بها من غير تحريف لا للفظ ولا للمعنى ومن غير تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل فالله - جلّ جلاله - مستوٍ على عرشه ومعنا في كل مكان بسمعه وبصره وعلمه وقدرته وإرادته وإحاطته ولا تعارض ألبتة بين هذا وذاك كما بينت والل
    ه تعالى أعلم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:58 pm