ان الحمد لله تعالى نستعينه ونستهديه ونستغفره فانه من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشداونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وأشهد ألا اله ألا الله وأشهد أن محمدا رسول عبد الله ورسوله الى العالمين أخوتى فى الله طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم منالجنة منزلااخوتى فى الله نواجه جميعا فى حياتنا اليومية الكثير من الامور التى لانعرف لها حكما شرعيا ونغلب العرف لاننا لانعرف الشرع او الحكم الفقهى فيما نواجه من مواقف يومية ومن ذلك ما يعتقده بعض الآباء فى مسالة الولى المجبر فى زواج البنت البالغة وهو ما يعتبره بعض الاباء حقا شرعيا وهو والله ليس الا اغتصاب لحق غير مشروع بل ان بعض الاباء يصاب بالجنون لمجرد تذكيره بذلك متمسحا ببر الوالدين وهذا وهذا لاعلاقة بينهما من قريب او من بعيدبل يكون الاصل فى المسالة افكار بدعية متوارثة ليس لها اصل فى الشرع بل هو استغلال لطبيعة البنت التىتربت على الحياء والاستسلام للاب بل هو استغلال لحبها لهذا الاب الذى لم يراع الله فيها ومنعها حقا اعطاها اياه رب العزة فكيف بهم يمنعونها اياه؟ ولقد اعطى الله للمراة الحق فى اختيارالزوج بل أباح للصغيرة التى زوجها وليها ان تفسخ العقد عندما تبلغ المحيض وان تشترى نفسها عندما ترى الدم واباح الامام ابوحنيفة لها ان تزوج نفسها اذا كانت بالغة ثيبا كانت او بكرا بل تستاذن المجنونة جنونا متقطعا حال افاقتهاقياسا على حقها فى البيع والشراء وهو من باب اولى ان تقوم بعقد نكشكراا وكذلك المالكية عل ان اختصاص الولى المجبر هم هو جبر الصغيرة والمجنونة فاذا كان جنونها متقطعا فلا تزوج الا بعد استئذانها حال افاقتها (فمابالنا بالعاقلات المتعلمات يجبرن على الزواج بمن يرغبه الاب ثم نندم بعد فوات الاوان والنتيجة اما طلاق وتشرد اطفال لاذنب لهم او حياة تعيسة خربة تكاد تخرج من الملة من لهيب تعاستها)والدليل على ذلك قول رب العزة ((فلاتعضلوهن ان ينكحن ازواجهن اذا تراضوا بينهم بالمعروف)) والاية نص كريم من كتاب الله ينطبق عليه تعريف الاصوليون انه نص قطعى الدلالة و اعمالا للقاعدة الفقهية بان العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب نجد الاية خطاب لاولياء النساء ينهاهم عن منعهن من الزواج بمن يرضينه زوجا لانفسهنوالاية نزلت فى معقل بن يسار حيث كان قد وج اخته لرجل فطلقها ثم اراد الرجوع اليها ثانية فابىاخوها رغم رغبتها فيه زوجا فلما نزلت الاية زوجها والاية خطابلمعقل وغيره من اقارب المراة ولكن الاية ليس بها ما يدل على ان لهم حق الولاية على النساء مطلقا وانما تدل على ان منمنع النساء من التزوج بمن ترغبه زوجا فهو آثم آثم لاحق له فى هذا وانما يغتصب حقا ليس له سند من الله تعالى وهذا المنع لاياتى الا من ضعف النساء وعدم القدرة على استعمال هذا الحق الذى منحها اياه رب العزة و ينكره عليها وليها استغلالا لضعفها الانثوى الفطرىوالاية نص واضح الى الاولياء الايستغلوا هذا الضعف فيسلبوا حق المراة الالهى فى اختيار زوجها الذى سيعاشرها ويستبيح الاستمتاع بها كيف يكرهها وليها على ذلك وباى حق؟وفى الاية دلالة على صحة عقد الزواج اذا باشرته المراة بنفسها وبان الاولياء انما ينتهزون ويستغلون الضعف الانثوى الفطرى فى استغلالهن واغتصاب حقوقهن الشرعية الالهية وان لايمنعن شرع الله اعتداءا وظلما وان يمتثلوا لاوامره ونواهيه والا انطبق عليهم قوله تعالى(فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا فى انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فالاستسلام لشرع الله لابد منه لكمال الايمان والا كنا كاليهود الذين خاطبهم رب العزة(أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) قلا تاخذوا من منهجنا الاسلامى ما يعجبكم وتلقوا بما لايلقى هواكم والا انطبقت الاية عليكم وفى السنة العطرة ان ابالبابة ابن عبد المنذر تقدم خنساء بنت خدام الانصارية خاطبا وكانت فيه راغبة وابى ابوها ان يزوجها اياه وانما رغب فى تزويجها رجلا من بنى عوف افضل منه بمقاييس الدنيا وهى انما كانت ترى فى ابى لبابة الزوج الصالح الملتزم بمنهج الله تعالى والذى تأمنه على نفسها الا ان اباها رفض ان يزوجها منه رغبة فى جاه او مال الاخر فرفعوا الامر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فامر صلى الله عليه وسلم اباها ان يزوجها من ابى لبابة رضى الله عنه وهذا دليل لاشك فيه ان المراة تختار زوجها بكامل رغبتها وحر رغبتها وانما الوى عليه ان يزوجها من تختاروجاء في بعض الأحاديث أن فتاة أراد أبوها أن يزوجها وهي كارهة . فاشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأرادها أن تُرضي أباها مرة ومرتين وثلاثًا، فلما رأى إصرارها قال: افعلي ما شئت فقالت: أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن يعلم الآباء أنه ليس لهم من الأمر شيء واقر النبي قولها بانه لم ينكره عليها و هو ما نسميه فى السنة تقرير وهو تشريع.
فالولاية تكليف من الله بان يزوجها من ترغبه وان يتولى الولى مابعد الاختيار وليس له الا النصح ان راى غير ما رات المخطوبة والا فرايهاالاولى بالنفاذ فالى كل ولى اتوجه ان يتقى الله وان يلتزم بمنهج الله تعالى والا يغتصب حقا ليس له ولايكون ممن تنطبق عليهم الاية (فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايكون فى انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
عدل سابقا من قبل سالم الفقي في السبت يناير 23, 2010 5:01 pm عدل 3 مرات